 |
| الشّاعرة وهيبة قويّة |
صلاة في ملامح أمّي
ألاحق وجه أمّي في
عطورٍ خبّأت أنفاسَها
أنفاسُ غرفتها،
وسائدُها،
ستائرُ في الفراغ
نمت عروشُ زهورها،
وعقيقُ مسبحةٍ يرتّل
في خشوعٍ وِرْدَ وِحدته...
يراود يدّ أمّي
علّها في هدأة الأسحار
تهمس سبحها عطرا...
وأبحث عن ملامح
وجهها أمّي،
بسجّاد يحنّ إلى جبينٍ
عند كعبته،
يضمّ بروحه طهرا
يفيض بذكرها طهرا.
مضت ودعاؤها في
البيت خفّاق
بترجيع تردّده زوايا
القلب في وَجْدٍ،
إذا صلّى قُلَيْبِي
في حناياه انتشى بالذّكر والذّكرى.
وهل قلبي سوى عصفورة
صلّت
على أغصان معبدها
المرصّع بالأذكار والتسبيح إذْ صلّى!؟
أفتّش عن يديْ أمّي،
فأرسل يُتمهُ قلبي
يطوف عوالم الْـــــ غابت بها أمّي،
ليسأل همسة اليدّ
التي كانت تكفكف دمعةً من قبل أن تجري...
على خدّي جرى نهرٌ،
وفي قلبي لهيب
النّار بركانٌ،
ويدّي في الفراغ
سُدى تلوّح للغياب:
"أيا أمّي،
تعاليْ هدهدي ضعفي..."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق