الشاعرة سعيدة باش طبجي |
اليومَ عشقُ القُدس نَعلو مِنْبرَه
بالأمْسِ في حُلْمي أتاني عنْترَهْ
والقُدسُ ثكْلى والقَوافي
مُعسِرَهْ
والأفقُ یرْزحُ تحتَ
أحمالِ اللّظی
ورُبُوعُ غزّة قدْ
غدَتْ كالمقْبرَهْ
فرأيْتُهُ والحُزنُ
يَذْبَحُ رمْشهُ
يبْكي على طَللِ
الرُّبُوعِ المُقْفِرَهْ
يبْكي وفي جَوْف
المَحَاجِرِ عتْمةٌ
يبْكي وفي جُرْف
الحَناجِرِ غَرْغرَهْ
اللّه أكبرُ... قال لي
في نَخْوةٍ
تُرْغِي وتُزْبدُ
كالمُدَى مُسْتَنْفرَهْ:
هل حُرمةُ الأقْصي
اسْتباحُوا طُهْرَها؟
أدِیارُ غزّةَ قدْ
غدتْ مُسْتَعمَرَهْ؟
اللّهُ أعطاكُم
سُلافَةَ خَلْقهِ
أرضَ الكرامة والعطايا
المُبْهِرَهْ
أرض الشّهامةِ والشّمائلِ
والتُّقى
أمْواهُها دُرَرٌ...
ثَراها جوْهرَهْ
والتّينُ والزّيتُونُ
في أفيائها
غُصنُ النّقی...
سُبْحان منْ قدْ صَوّرَهْ
هل صُنْتُمُوها؟ أمْ
أبَحْتُمْ هَدْرَها
بِعتُمْ بلا ثمَنٍ
رُباها المُزْهِرَهْ؟
وتَركْتُم الغِربانَ
تَكْرعُ شهْدَها
وتَعُبُّ رَيَّاها
بِملْء الحُنْجُرَهْ
أسَفي علَى مَجْدِ
العرُوبةِ كيْفَ ضَاعَ
سَبَهْللًا والشِّعرُ
أضْحَى مَسْخَرَهْ
ما عادتْ الأسْيافُ
تبْرُقُ كاللّمى
في ثَغْرِ عبْلةَ أو
كنَارِ المِجْمَرَهْ
ما عادَ لي قَلمٌ
لأصدَح بالهَوى
أكرَى الحَماسُ وساحَ
دمُّ المِحبَرَهْ
فلَتَعذرِي حُزْني وهَبَّةَ
غضْبَتِي
ما عادَ لي مَجْدؑ
هنا کيْ أخْسَرَهْ
☆☆☆
يا عَنْترَ الأبْطالِ
لا... لا تَعتَذِرْ
مِنْ نبْضِكَ
الفوّارِ نَرجُو المَعذِرَهْ
حُكّامُنا فِي
حَمْأة الأطْماعِ یَسْري
بغْيُهُمْ وعَدُوُّنا
مَا أحقَرَهْ!
کُلُّ الأفاعي في
السُّمُومِ تنافسَتْ
عُرْبٌ وغَرْبٌ والشُّرُورُ
مُدَبَّرَهْ
والظُّلمُ صَعَّرَ
في الظّلامِ خُدُودهُ
وسَرَتْ خَفافیشُ
الحِمَامِ مُدَمِّرَهْ
لا تَبْتٸِسْ فشُعُوبُنا
لا تنْثَني
لا شَيْءَ یقدرُ
حَقَّها أنَ یَنْحَرَهْ
ما أخْرسَتْ نارُ
القنابلِ جذْوةً
فيها وعَينُ العزّ
دومًا مُبْصِرَهْ
سَیَمُورُ منْ
جُرْفِ الشّظايا والحُطامِ
شُعَاعُ أنْوارِ الأمانِي المُزْهِرَهْ
ونَرى السّلامَ على
قِبابِ صُمُوِدنا
يَعلُو ويَغْرِسُ في
الأرَاذِلِ خِنجَرَهْ
☆☆☆
لَمْلِمْ مِدَادَك
يا يَراعِي واعْتَبِرْ
وكَفاكَ تزْرَعُ في
السُّطورِ الثَّرْثرَهْ
لَمْلِمْ جِراحَك
فالحُرُوفُ تبَعثَرَتْ
مَهْدُورةَ
الرُّؤْيا برُوحٍ مُقْفِرَهْ
جرّدْ حُسَامَكَ
سيْفَ حَقٍّ قاطعٍ
في وجْهِ مَنْ طُهْر
الطُّفولةِ أهْدَرَهْ
اشْحَذْ رِمَاحَكَ...
قُدْسُنا مطْعُونةٌ
وقنابلُ الأعداءِ
مَوْتا مُمْطِرَهْ
والعزُّ والشّرفُ
الرّفيعُ على الثَّرَى
ساحَتْ شَمائلُهُ
بسَاحِ المَجْزرَهْ
ما عادَ همْسٌ في
صَباحاتِ النّدى
ما عادَ شِعرٌ في
اللّيالي المُقْمِرَهْ
ما عادَ عِشْقٌ في
الأماسِي يزْدَهي
اليوْمَ عِشْقُ
القُدْسِ نَعلُو مِنْبرَهْ
اليومَ تَصدَحُ
بالنِّضالِ حُرُوفُنا
لتَحُوك بُرْدًا
للشّهيدِ وتنْصُرَهْ
اليوْم تمْتَشِقُ
النّصَالَ حُرُوفُنا
فوق المآذنِ والقِبابِ
مُكبِّرَهْ
الظُّلمُ يُلْقِي
فوْقَ غَزّةَ جَمْرَهُ
فمتَى يُزيحُ العَدلُ نارَ المِجْمرَهْ؟
يا نَارُ كُوني فوقَ
غَزّةَ بُهْرةً
مِنْ بَرْدِ سِلْمٍ
في الأصَائلِ مُبْهِرَهْ
.
يَا أحرُفي
الغَرّاءَ يا سيْفي ويا
صَوْتي لأرضٍ بالدِّماءِ
مُعَفَّرَهْ
اليَوْمَ نَضْرِبُ
موْعدًا لمَخَاضِنا
لا تَخْذُلينِي
فالوِلادةُ مُعسِرَهْ
سنَكُونُ يومًا
للسّلَامِ حَمامةً
واليومَ كُونِي في المعَاركِ عنْترَهْ.
الشاعرة سعيدة باش طبجي