حفل توقيع ديوان "أفيض بك وحروفي عطشى" بحضور سفير أندونيسيا |
اكتشفت أنّك
ممثّلة بارعة استطعت أن تتحرّكي بيننا بملامح شخصيّة تختلف كلّياً عن بسمه الشّاعرة
كيف استطعت أن تخفيها أمامنا بهذه البراعة وكأنّك تخشين عليها من بعضنا بل ربّما
الشّاعرة فيك هي الّتي أسندت لك دورا آخر كي تستمتع بتفرّدها وربّما تعمّدت إخفاء
شفافيّة في منتهى الاكتمال حفاظا على أناقة الشّاعرة الّتي يسكن صمتها فيك قبل
ولادة الكلمات أو ربّما كانت تخاف أن ينال أحدهم أو إحداهنّ من نقائها وحلاوة
بداهتها.
الأهمّ أنّ
الشّاعرة الّتي تفضحها فصاحتها هي الآن في أمان من كلّ ما يصنعه النّاس من
حولها من تأويل وتصوّرات وآراء مسبقة و
نشرك لكتابك هذا استطاع أن يتغلّب على خوفك منك ومن الآخرين واستطاع كذلك أن يقنع
الآخرين كلّ الآخرين أنّك أطول ممّا تتوقّعون
وأجمل بكثير من أيّ صورة وضعها المغرضون لك وقد ساهم ديوانك هذا في فضح العمق في سجيّتك كما ساهم في تقديمك للنّاس
بأحسن ممّا كنت تفعلين بكلّ تفاصيل اجتهاداتك وأخطر ما فعل ديوانك هذا هو أنّه فرض
تنصيبك بين ملكات الشّعر وزيّن بك محراب الإبداع وعلّم من يقرؤك كيف ومتى يصبح التنفّس نشازا والهمس ضجيجا في حضرة مملكة الشّاعريّة.
المتّهم بالشعر عزّ الدّين الشابّي فرحات